آية اليوم

Post Top Ad

Your Ad Spot

Wednesday, April 23, 2025

خادم المحبة الصغير، فرنسيس، نحبك ونصلي لأجلك

 


حيفا - موقع الفادي 

بقلم: د.يوسف متى مطران حيفا، الناصرة وسائر الجليل للروم الملكيين الكاثوليك

في كل شيء، أردت أن تتشبه بالقديس فرانسيس الأسيزي، الذي اخترته شفيعًا لمنصبك السيدي، بابا الفاتيكان. معه تعهدتم بإعادة بناء كنيسة القرن الحادي والعشرين. شكرًا لك أيها الأب الأقدس.
باسم أبناء الأرض المقدسة عمومًا، وأبناء الجليل والأبرشية العكاوية والشتات خصوصًا، وجميع المؤمنين ذوي الإرادة الطيبة، نرفع صلواتنا وامتناننا إلى الرب الإله، على الهبة التي منحنا إياها للكنيسة والعالم، البابا فرنسيس.
لقد كنت يا فرنسيس رجل الله، راعيًا قريبًا من المؤمنين، باني هياكل الجسد، نبي العصر الحديث، عرفت كيف تقود الكنيسة بالتواضع والشجاعة والتمييز.
لقد كان لي شرف معرفته شخصيًا، واللقاء به في أول زيارة لي كأسقف لأبرشية الجليل، عندما قدمت له ولائي مع الشراكة الكنسية، ثم التعاون معه خلال السينودوس "من أجل كنيسة مجمعية: الشركة والمشاركة والرسالة"، في تلك اللحظات الجميلة مع باقي أعضاء السينودوس لكنيستنا الأنطاكية. كماشاركته أيضا مع أساقفة العالم في الحوار العميق والصادق معه، في ختام الدورة الثالثة للسينودوس العام.
وما يمكن أن نقول عن خدمته، إذا تطرقنا إلى خدماته الجليلة، فهي كثيرة جدًا جدًا، ولا أعتقد أننا نستطيع تلخيص حياته في هذه العجالة، ولا حتى أبرز معالمها. ولكن، لا بد أن نتذكر بكل تأثر زيارته للأرض المقدسة، تقرّبه من الناس، مشاركته أبناء الجليل وبيت لحم، خصوصًا صلاته أمام الجدار الفاصل، وزيارته للمتحف، ومواقع أخرى، فهيشاهد حق على مواقفه من معاناة الشعوب. وهكذاكانت خطاباته لأجل السلام الحقيقي والعادل، لأجل الأخوة الإنسانية، لأجل قيمة الإنسان، أي إنسان. لقد كانت لحظة نعمة لا تنسى، لحظة نعمة الفقير بين الفقراء. ومع الكنيسة الجليلية بكل أطيافها، رحبّنا بهذا الرسول، رسول السلام والحوار، الشاهد الذي لا يعرف الكلل، والمثابر على المصالحة والتآخي. لقد ترك حضوره أثرًا لا يمحى في قلوب شعبنا، إذ جدّد فينا الأمل لحياة أفضل، والالتزام ببناء الجسور بين الثقافات والشعوب.
اليوم يُسلم روحه إلى الرب، واثقين أنه يسمع هذه الكلمات: "نعمّا أيها العبد الصالح الأمين! كنتَ أمينًا في القليل، فأقيمك على الكثير. ادخل في فرح سيدك." (متى 25: 21). ستبقى بصماته وآثاره في فكر الكنيسة وتاريخ الشعوب، وسيبقى إرثه حيًا في كنيستنا، في قلوبنا.
ارقد بسلام، أيها الأب الأقدس الحبيب، وصلِّ لأجلنا.. آمين.. المسيح قام

No comments:

Post a Comment

Post Top Ad

Your Ad Spot