المطران حنا: كنيسة القيامة تبكي زوارها: موسم حج حزين في الأرض المقدسة

 

القدس - موقع الفادي

قال سيادة المطران عطا الله حنا مطران سبسطية للروم الارثوذكس في تصريح صحفي وصل موقع "الفادي" نسخة منه ان القدس، قلب الإيمان ومهوى أفئدة المؤمنين، تشهد هذا العام موسم حجٍّ لم يكن كسابق عهده. فكنيسة القيامة، التي اعتادت أن تضجّ بالحجيج القادمين من أقطار الأرض كافة، تجد نفسها وحيدة في عيد الفصح المجيد، تفتقد خطوات الزائرين وهم يملأون أروقتها بتسابيحهم وصلواتهم. لم يعد دويّ الأجراس يتناغم مع أصوات الوفود القادمة من كل صوب، بل بات صداه يرتدّ في فراغ مهيب، يعكس واقعاً أليماً فرضته الحرب.

واضاف سيادته انه اعتادت كنيسة القيامة أن تكون شاهدة على تاريخ القدس، بكل ما مرّت به من محن ونكبات، لكنها لم تكن يوماً أكثر حزناً من اليوم. فالطرقات التي كانت تفيض بالمؤمنين، والأزقة التي لطالما احتضنت الزائرين وهم يسيرون في درب الآلام، باتت اليوم شبه خالية. الفرحة التي كان يحملها الحجيج معهم، وهم يضيئون الشموع عند القبر المقدس، تحوّلت إلى غصة في قلوب من منعهم الواقع الأليم من الوصول.

وتابع سيادته إنها مأساة تتجاوز حدود الإيمان إلى صميم الحياة اليومية، حيث تأثرت أوضاع الأرض المقدسة اقتصادياً واجتماعياً. التجار الذين كانوا ينتظرون موسم الحج بفارغ الصبر، لم يجدوا اليوم سوى ركود قاتل يهدد مصادر رزقهم. الفنادق خاوية، الأسواق كئيبة، والحياة تكاد تكون متوقفة.

وختم سيادته تصريجه الصحفي انه مع كل هذا، تبقى كنيسة القيامة صامدة، كما عهدناها عبر التاريخ، شامخة رغم الألم، نابضة بروح القيامة رغم الجراح. فهي وإن بكت زوارها اليوم، إلا أنها تعرف أن نور الفصح لا ينطفئ، وأن أبوابها ستظل مفتوحة بانتظار عودة الحياة، وعودة الحجيج، وعودة الفرح إلى القدس، مهما اشتدّت المحن وطالت الأيام.