اريحا - موقع الفادي
كتب بقلم الأب سيمون حرو.
لطالما ظنَّ الظالمون أن بطشهم لا يُرد، وأن سلطان جبروتهم لا يُقهر، وأن الأيام ستبقى تضحك لهم وطوع أمرهم، لكنهم لم يدركوا أن الزمن كالدولاب، لا يتوقف عند أحد، ولا يميل إلى جهة واحدة.
يُقال إن الحق قد يغيب لكنه لا يموت، وإن العدل قد يُؤجَّل لكنه لا يُمحى. وهكذا، تتوالى الأيام، وتُعيد لكل ذي حقٍّ حقَّه، ولكل متجبّر عاقبته. لعل أعظم الدروس التي يمنحنا إياها الزمن هي أن الظلم كالنار، يأكل كل شيء الأخضر واليابس حتى يصل إلى صاحبه، وأن العدل كالنور، قد يتأخر بزوغه في عتمة الليالي الحالكة لكنه لا يخلف موعده.
فيا أيها الظالم، لا تغترَّ بقوتك ونفوذك، فإن الأيام تتبدل، والزمان يُمهل لكنه لا يُهمل، وسيأتي يوم تدور فيه الدائرة، فتذوق من مرارة الكأس التي أسقيت منها غيرك. وحينها، لن تجد نصيرًا ولا صديقا، ولن يبقى لك سوى الندم وصريف الأسنان. وما نفع الندامة بعد فوات الأوان!
فالظلم مهما طغى وتجبر، لا بد أن ينهار، والحق مهما غاب وتأخر، لا بد أن يعود ويسود.
No comments:
Post a Comment