آية اليوم

Post Top Ad

Your Ad Spot

Wednesday, March 26, 2025

احتفالات عيد البشارة في الناصرة: في هذا المكان، غيّر الله تاريخ العالم

 


الناصرة - موقع الفادي

تحتفل الكنيسة الكاثوليكية في الخامس والعشرين من آذار بعيد البشارة، وهو العيد الذي يحمل أهمية روحية خاصة، كونه يحيي ذكرى بشارة الملاك جبرائيل لمريم العذراء بأنها ستلد المخلص. وفي مدينة الناصرة، حيث وقعت هذه الحادثة، تتجدد الفرحة هذا العام، كما في كل عام، من خلال احتفالات روحية وشعبية تجمع المؤمنين من مختلف الأماكن.

استقبال موكب غبطة الكاردينال والمشاركين

بدأت الاحتفالات يوم الاثنين 24 آذار، 2025، حيث تجمّع المؤمنون والكهنة وطلاب الإكليريكية في موكب إيماني انطلق من مركز مار أنطون باتجاه بازيليك البشارة. سار المشاركون وسط أجواء من التراتيل والتأمل الروحي، معبرين عن فرحتهم بهذه المناسبة العظيمة. وقد شهدت الشوارع المحيطة بالبازيليك أجواء احتفالية خاصة، حيث استُقبل غبطة الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، بطريرك القدس للاتين، والمطران رفيق نهرا، النائب البطريركي في الجليل، والمطران بولس ماركوتسو، والكهنة وطلاب الإكليريكية، بحفاوة كبيرة من قبل أهالي الناصرة والزوار.

الصلاة أمام مغارة البشارة

عند الوصول إلى بازيليك البشارة، استقبل رؤساء الكنائس في الناصرة غبطة الكاردينال والوفد المرافق، ومن ثم رحب الأب فويتشيك بولوز، رئيس البازيليك، بغبطة الكاردينال والبسه البطرشيل المقدس والمياه المباركة، ليمنح بركته للحضور.

ومن ثم توقف الموكب أمام المغارة حيث رفع المؤمنون صلواتهم، متأملين في اللحظة التاريخية التي غيّرت مجرى البشرية، في بيت متواضع، و"بنِعَمٍ" مملوءةٍ بالإيمان والاتكال على الله. كانت الصلاة أمام المغارة لحظة مؤثرة، حيث اجتمع الحاضرون في خشوع، موجهين قلوبهم نحو الله ومريم العذراء، شاكرين نعمته وطالبين السلام والاستقرار في البلاد والعالم.

رحّب الأب إبراهيم صبّاغ، كاهن رعية الناصرة، بغبطته بكلمات بسيطة ومعبرة عن فرح المؤمنين وسعادتهم في هذا الاحتفال، ثم وجّه غبطته كلمة، قال فيها: "رغم كل شيء تمر به بلادنا، تبقى هذه اللحظة لحظة عيد. نحتفل اليوم بالكلمة التي غيّرت مجرى التاريخ، لأن الله نفسه اقترب منا ولامس حياتنا عن قرب. هذا هو أساس إيماننا ورجائنا، لأن الكلمة المتجسد حاضر بيننا. جئنا لنشكر العذراء مريم على نعمها لله، وعلى عطائها الذي أغدقته على العالم أجمع."

الدورة التقليدية وصلوات من أجل السلام

مع حلول المساء، أقيمت الدورة التقليدية في ساحة الكنيسة، وهي مسيرة إيمانية يحمل فيها المشاركون الشموع ويرتلون الترانيم المريمية. رافق المسيرة تلاوة السبحة الوردية، حيث صلّى الحاضرون بنية السلام في البلاد والعالم، طالبين شفاعة العذراء مريم، أم الكنيسة. وتوجت المسيرة بالسجود للقربان الأقدس، متأملين بالله الذي تواضع ليحل بيننا، ومستودعينه أحوالهم وأحوال العالم بأسره تحت عون الله ورحمته.

قداس العيد وعظة غبطة الكاردينال

في صباح الخامس والعشرين من آذار، احتفل غبطته بالقداس الإلهي في بازيليك البشارة، بمشاركة الأساقفة والكهنة وجموع المؤمنين. وخلال العظة، شدد غبطته على الأهمية العميقة لكلمة "نعم" التي قالتها مريم العذراء، مؤكداً أن هذه الكلمة البسيطة كانت بداية الخلاص للبشرية. وأشار إلى أن مريم، بطاعتها وإيمانها العميق، منحت الأمل لعالم تمزقه الحروب والصراعات، مشجعًا الجميع على الاقتداء بمريم في الثقة بمخطط الله والمساهمة في نشر رسالة المحبة والسلام. وفي الختام، طاف موكب الكاردينال حول الفتحة العلوية لبيت العذراء، وقد تليت على مسامع المؤمنين أناجيل التجسد بلغات مختلفة، ومن ثم تليت صلاة التبشير الملائكي مع قرع أجراس الكنيسة في تمام الساعة 12:00 ظهراً وقد منح غبطته البركة مع الغفران الكامل لكل الذين استوفوا الشروط لذلك.  

ختام الاحتفالات ورسالة الإيمان والرجاء

اختُتمت الاحتفالات بأجواء من الفرح والتأمل وقد غادر المشاركون البازيليك بقلوب ممتلئة بالإيمان والرجاء. أكد الحاضرون أن هذه المناسبة ليست مجرد ذكرى سنوية، بل هي تجديد للإيمان برسالة العذراء مريم وقبول مشيئة الله في حياتنا. ومع انتهاء عيد البشارة، يبقى نداء السلام والمحبة الذي حملته مريم للعالم صدىً في القلوب، يدعو الجميع إلى العيش وفق مشيئة الله بإيمان وثقة.

No comments:

Post a Comment

Post Top Ad

Your Ad Spot