القدس - موقع الفادي
المقدمة
يُدعى خورخي ماريو بيرغوليو وهو البابا رقم 266 في الكنيسة الكاثوليكية. وُلد في العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس في 17 كانون الأول 1936، وقد أصبح أول بابا من القارة الأمريكية، وأول بابا من خارج أوروبا منذ ما يقرب 1000 عام. على الرغم من أنه كان معروفًا بتواضعه وشغفه بالعدالة الاجتماعية، فإن سيرته الحافلة بالمحطات التي مر بها تُظهر شخصًا ملتزمًا بالتغيير الاجتماعي والتسامح.
النشأة والتعليم
وُلد خورخي ماريو بيرغوليو في عائلة من الطبقة المتوسطة في بوينس آيرس. نشأ في حي فلوريدا، ودرس في المدارس اليسوعية. تأثر كثيرًا بالقديس إغناطيوس دي لويولا، وهو مؤسس الرهبانية اليسوعية، كما نشأ في بيئة تشجع على التفكير النقدي والنضوج الروحي. دخل إلى الرهبانية اليسوعية في عام 1958، وكان أول أصدقائه هم الرهبان الذين ساعدوه في فهم حقيقة دعوته. أكمل دراسته الفلسفية واللاهوتية في الأرجنتين، ثم تابع دراسته في ألمانيا.
سيرته الكهنوتية
سيم كاهنا في 13 كانون الأول 1969. وفي السبعينيات، عمل في العديد من المدارس والمراكز الكنسية في الأرجنتين، وتعاون مع العديد من الشباب والعائلات لتعزيز القيم المسيحية. كأب روحي، التزم بالاهتمام بالشرائح الأكثر ضعفًا في المجتمع، وكانت له علاقات وثيقة مع العديد من الفقراء والمهمشين.
© Vatican News
السيامة الأسقفية
عام 1992، عُين بيرغوليو أسقفًا لأبرشية أوسايجا في الأرجنتين. كان مرشداً روحيًا وحسن إدارة أبرشيته، فاستثمر طاقته في الخدمة الاجتماعية والتعليم. بعد سنوات من عمله في الأبرشية، تم تعيينه في 1998 كرئيس أساقفة لمدينة بوينس آيرس.
اعتلاء السدّة البابوية
في 13 آذار 2013، وبعد انتخابه من قبل الكرادلة في الفاتيكان، أصبح بيرغوليو يدعى بالبابا فرنسيس. وكان ذلك بعد استقالة البابا بندكتس السادس عشر، مثلث الرحمات. فور انتخابه، أعلن البابا فرنسيس عن التزامه بالحفاظ على الروح المسيحية في عصر التحديات الاجتماعية والاقتصادية.
© 2013 Catholic News Service
أبرز محطات حياته البابوية
- التواضع: يُعرف البابا فرنسيس بتواضعه، حيث رفض العديد من المزايا التي كان يتمتع بها البابوات السابقون. على سبيل المثال، رفض العيش في القصر البابوي وفضل العيش في مقر بسيط واحتفاظه بالصليب الفضي (الراعي الصالح) وغيرها.
- الاهتمام بالفقراء والمهاجرين: لطالما دافع البابا فرنسيس عن حقوق الفقراء والمهاجرين، واعتبر أنه من واجب الكنيسة أن تقف إلى جانبهم. ومن أبرز مواقفه في هذا المجال كان دعمه للعدالة الاجتماعية وتأكيده على أنه لا يمكن للكنيسة أن تظل مكتوفة الأيدي أمام معاناة البشر.
- الإصلاحات الداخلية: يولي البابا فرنسيس أهمية كبيرة لإصلاح الكنيسة من الداخل، وقد بدأ بالفعل في تطبيق إصلاحات على مستوى إدارة الفاتيكان، كما بدأ العمل على فتح باب الحوار حول قضايا عديدة.
- اهتمامه بقضايا البيئة: في عام 2015، أصدر البابا فرنسيس رسالة بابوية بعنوان "Laudato Si'"، التي حذر فيها من آثار التغير المناخي وضرورة حماية البيئة كجزء من مسؤولية الإنسان أمام الله. بالإضافة إلى العديد من الكتابات التي تمحورت حول الذكاء الإصطناعي وضرورة خضوعه للرقابة.
الخاتمة
يعتبر البابا فرنسيس من الشخصيات الدينية البارزة في القرن الواحد والعشرين، وقد نجح في تجسيد رؤى الكنيسة التي تجمع بين الروحانيات والتحديات الاجتماعية المعاصرة. إن اختياره اسم "فرنسيس" كان إشارة واضحة لرغبته في أن يكون صوتًا للفقراء والمحرومين، ولتأكيد التزامه بمبادئ المحبة والتسامح التي تحث عليها المسيحية. وبينما يواصل البابا فرنسيس عمله، تظل سيرته الحافلة بالإصلاحات والتحديات معبرة عن تطلعات الكنيسة إلى مساعدة العالم المعاصر على تجاوز صراعاته.
نتحد بالصلاة من أجل البابا فرنسيس كي يمنحه الله القوة والعافية ليعود لقيادة الكنيسة، ونردد مع غبطة الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، بطريرك القدس للاتين، الصلاة الخاصة من أجل شفاء قداسة البابا قائلين:
صلاة من أجل قداسة البابا فرنسيس
أيها الآب الرحيم، لقد اخترت خادمك البابا فرنسيس ليقود كنيستك بالإيمان والمحبة. وفي هذه اللحظة التي يحتاج فيها إلى عونك، نتوجه إليك، أيها الطبيب الإلهي، ونتضرع أن تفيض عليه بنعمتك الشافية. امنحه القوة في جسده وعقله وروحه، ليواصل رسالته في قيادة شعبك بأمانة وثبات. وبشفاعة الطوباوية مريم العذراء، أم الكنيسة، نستودعه عنايتك الأبوية، واثقين بحكمتك ومشيئتك الإلهية. نسألك هذا باسم ابنك الحبيب، ربنا يسوع المسيح، الذي يحيا ويملك معك في وحدة الروح القدس، إلهًا إلى دهر الدهور. آمين
المراجع
- "بابا فرنسيس: حياة وإنجازات" - منشورات الفاتيكان
- "التاريخ البابوي الحديث"
- موقع الفاتيكان الرسمي vatican.va
No comments:
Post a Comment