آية اليوم

Post Top Ad

Your Ad Spot

Monday, February 10, 2025

مباركة البيوت في البلدة القديمة، لفتة إيمان ورجاء

 

القدس - موقع الفادي

في كل عام، بين عيد الميلاد وبداية الصوم الكبير، تتكرر طقوس مباركة البيوت في قلب البلدة القديمة في القدس. وفي يده قائمة طويلة من الأسماء، يتجول الأب جوني جلوف، نائب كاهن الرعية في رعية دير المخلص، في أزقة البلدة القديمة، حاملاً بركة الله إلى كل بيت وكل عائلة من الطائفة اللاتينية (الكاثوليكية).

الحي المسيحي: مكان الإيمان

في الحي المسيحي (حارة النصارى) في البلدة القديمة، على طول الشوارع وعلى الأبواب، من الشائع أن نرى صلبانًا خشبية وأيقونات صغيرة تصور القديس جورارجيوس أو العذراء مريم، وهي علامات ملموسة على تقوى أولئك الذين يعيشون في هذه البيوت. وهنا تتكرر كل عام لفتة مباركة البيوت، البسيطة في شكلها لكنها كبيرة في معناها.

يطرق الأب جوني كل باب، طالبًا الإذن بالدخول. ويحظى بترحيب حار من العائلات التي ترحب به في منازلها. "يتلون معًا بعض الصلوات ليحصلوا بعد ذلك على البركة بالماء المقدس عليهم، وفي جميع غرف المنزل".

شهادات الإيمان

التقينا بأنجيلا، وهي امرأة مسنة تعيش في منزل صغير داخل البلدة القديمة. وقد قالت مبتسمة: "أحب أن يُبارك الكاهن بيتي. لفترة طويلة جدًا كنت أذهب إلى القداس كل صباح في كنيسة القيامة لأطلب من الرب النعمة التي أحتاجها، وقد ساعدني دائمًا. لهذا السبب من المهم جدًا بالنسبة لي الآن أن يُبارك بيتي. الآن بعد أن تقدمت في السن، لم أعد أستطيع الذهاب إلى الكنيسة، لكنني لم أتوقف أبدًا عن الصلاة. أنا مسرورة عندما يأتي الأب جوني ليجلب لي البركة، لأنني أعلم أن الرب يستطيع أن يدخل بيتي بهذه الطريقة".

أنولا، وهي أم شابة لطفلين، تؤكد أيضًا على أهمية هذه البادرة بالنسبة لها ولجميع أفراد أسرتها. تقول: "بدون بركة المسيح في حياتنا، نحن لا شيء. من المهم جدًا بالنسبة لي أن أنقل هذا التعليم إلى أطفالي أيضًا، من خلال الصلاة معًا في المساء، والذهاب إلى القداس يوم الأحد أو رسم إشارة الصليب قبل مغادرة المنزل".

مثل الراعي مع قطيعه

تحمل لفتة مباركة المنازل معنى عميقاً جدًا، كما يوضح الأب جوني، الذي تابع قائلاً: "إنها علامة على قرب الكنيسة من مؤمنيها. مثل الراعي الصالح الذي يبقى مع قطيعه ويتعلم تدريجيًا التعرف على خرافه واحدًا تلو الآخر".

يستقبل الناس الأب جوني بترحيب حار في منازلهم؛ تاركين العمل لكي يجتمعوا معاً للصلاة. ويتابع، قائلاً: "الأمر الأكثر لفتًا للانتباه هو الدخول في حياة الناس اليومية. بصفتنا كهنة رعية وكهنة، فإننا مدعوون إلى أن نكون بجانب مؤمنينا في كل الظروف، سواء في أوقات الفرح أو الأوقات الصعبة".

علامة على الرجاء المسيحي

إن مباركة المنازل هي لفتة بسيطة ولكنها عميقة، وهي شهادة على الإيمان الحي للمجتمع المسيحي الصغير في القدس. إن الترحيب الحار من قبل العائلات وتفاني الأب جوني في هذه الخدمة للمؤمنين في الرعية اللاتينية يمنح الفرح والسكينة. إن مباركة المنازل هي لحظة فريدة من نوعها عندما يدخل الرب في الروتين اليومي للحياة العائلية، ويجلب الرجاء والراحة حتى في هذه الفترة التي تتسم بعدم اليقين والخوف.

No comments:

Post a Comment

Post Top Ad

Your Ad Spot