القدس - موقع الفادي
ترأس غبطة الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، بطريرك القدس للاتين، الصلاة من أجل وحدة المسيحيين بمشاركة ممثلون عن مختلف كنائس الأرض المقدسة، في جو من الإيمان والمحبة المسيحية في كنيسة الصرح البطريركي.
التأكيد على الوحدة رغم التنوع
تأتي هذه الصلاة ضمن أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيين، الذي يُحتفل به سنويًا حول العالم، مستجيبًا لنداء السيد المسيح: "لِيَكُونُوا جَمِيعًا وَاحِدًا، كَمَا أَنَّكَ أَيُّهَا الآبُ فِيَّ وَأَنَا فِيكَ، لِيَكُونُوا هُمْ أَيْضًا وَاحِدًا فِينَا" (يوحنا 17: 21).
شهدت الصلاة حضورًا واسعًا من رجال الدين والمؤمنين من مختلف الطوائف المسيحية، في صورة حية للتنوع الغني الذي يميز كنيسة الأرض المقدسة. ورغم الاختلافات إلا أن هذا الحدث أكد على القواسم المشتركة العديدة التي تجمع الكنائس، وعلى رأسها الإيمان بالمسيح والعمل من أجل المحبة والسلام.
عظة رئيس الأساقفة الأنجليكاني حسام نعوم: دعوة إلى الوحدة
في عظته، شدد رئيس الأساقفة على أهمية السعي إلى الوحدة ليس فقط في الصلاة، بل في الحياة اليومية والشهادة المسيحية المشتركة. وأكد أن الوحدة ليست مجرد هدف نظري، بل دعوة حقيقية إلى العيش بروح الأخوّة والمصالحة، خصوصًا في سياق التحديات التي تواجه المسيحيين في الأرض المقدسة. وأشار إلى أن الوحدة الحقيقية لا تعني الذوبان أو التخلي عن الخصوصيات، بل الاحترام المتبادل والتعاون في خدمة المجتمع، من خلال العمل المشترك في مجالات التعليم، والخدمة الاجتماعية، والحوار بين الأديان.
رسالة الصلاة: التعايش والعمل المشترك
أبرزت الصلاة رسالة واضحة مفادها أن الكنائس مدعوة إلى تجاوز الانقسامات التاريخية والعمل معًا من أجل السلام والعدالة، خاصة في ظل الأوضاع الصعبة التي يعيشها المسيحيون في المنطقة. وفي ختام الصلاة، تبادل الجميع تحية السلام، مؤكدين على التزامهم بمواصلة الحوار والسعي إلى تحقيق الوحدة المسيحية. واختتمت الصلاة بنشيد أرمني أنشده طلبة الإكليريكية من المعهد الأرمني.
الختام
تظل هذه الصلاة علامة فارقة في مسيرة التقارب بين الكنائس، حيث تعكس رغبة صادقة في السير معًا نحو مستقبل أكثر وحدة ومحبة. وكما قال البابا فرنسيس: "الوحدة هي مسيرة نصنعها معًا، تحت إرشاد الروح القدس"، فإن هذه اللقاءات الروحية تظل حجر الأساس في تحقيق هذه الوحدة المنتظرة.
No comments:
Post a Comment