آية اليوم

Post Top Ad

Your Ad Spot

Friday, January 3, 2025

المغطس: تدشين كنيسة جديدة تنبض بالإيمان والتاريخ

 


عمان - موقع الفادي

مقدمة تاريخية[1]

يقع هذا المكان الأثري على بُعد تسعة كيلو مترات شمال البحر الميت، ويضم منطقتين أثريتين رئيسيتين هما تل الخرار، المعروف باسم "تلة مار إلياس" ومنطقة الكنائس قُرب نهر الأردن. وهو يتوسط منطقةً قفرة تُعتبر وفقاً للتقاليد المسيحية الموقع الذي تعمّد فيه السيد المسيح على يد يوحنا المعمدان. ويتميز بآثار تعود إلى العصور الرومانية والبيزنطية، منها كنائس ومعابد صغيرة وأديرة، وكهوف كانت تُستخدم كملاجئ للنساك، فضلاً عن برك مائية مخصصة للعماد.

كنيسة يوحنا المعمدان: هي كنيسة بيزنطية تقع شرق نهر الأردن، وشمال البحر الميت على بعد حوالي 9 كيلومترات منه. بُنيت في عهد الإمبراطور أناستاسيوس (491–518 م)، تخليدا لذكرى معمودية السيد المسيح. تصِف السجلات التاريخية، مثل رواية ثيودوسيوس (530 م)، الكنيسة بأنها مبنية فوق غرف كبيرة لحمايتها من فيضان النهر. ورغم أن العمود الذي يحدّد مكان التعميد لم يُكتشف بعد، إلا أن الاكتشافات الأثرية تطابق الوثائق التاريخية بشكل كبير. وثمّة درجات رخامية تم اكتشافها والحفاظ عليها مؤخرًا، وقد وصفها أنطونينوس مارتير (570 م) بأنها تؤدي إلى النهر حيث كان الكهنة يؤدون رتبة العماد.

كنيسة الرداء وحوض العماد المصلّب: وردت في كتابات أركولفوس (670 م). بنيت على أربعة أعمدة حجرية، وتُشير إلى المكان الذي وُضعت فيه ملابس يسوع أثناء عماده. كان الحجاج ينزلون الدرجات الرخامية إلى حوض العماد، الذي يتميز باستخدامه لمياه النهر مباشرة. وما زالت علامات الصليب التي تركها المؤمنون القدامى مرئية على الجبس الأصلي للأعمدة الشمالية. وغرب الممرات الشمالية والجنوبية للكنيسة الرئيسية تقع كنيسة سفلى، تتميز أرضياتها الرخامية بأشكال هندسية وألوان متنوعة. ولا تزال مرئيةً بعضُ الجدران والعناصر المعمارية لهذه البنية المبكرة، مما يظهر تصميمًا مختلفًا عن كنيسة الرداء المرتفعة وكنيسة يوحنا المعمدان.

البازيليكا: هي كنيسة مكرّسة للثالوث، جاثمة فوق البُنى السابقة، وتضمّنت صحنًا، وممرات، وحنية تحتوي على مذبح، وأرضيات فسيفسائية. يوجد أيضًا قاعة فريدة شرق الحنية متصلة بحوض العماد المصلّب. أشار أبيفانيوس (القرن الثامن) إلى ارتباط الكنيسة بنبع ماء وبالكهف الذي عاش فيه يوحنا المعمدان.

وتمّ لاحقًا بناء كنيسة صغيرة ذات حنية شبه دائرية على أنقاض العمود الشمالي الغربي لكنيسة الرداء. وصف الأباتي دانيال (1106–1107 م) الكنيسة بأنها تحدّد المكان الذي تعمّد فيه السيد المسيح.

اعتراف اليونيسكو[2]

عام 2015، أدرجت منظمة اليونسكو موقع المغطس، المعروف ببيت عنيا عبر الأردن، على قائمة التراث العالمي، اعترافًا بأهميته التاريخية والدينية كالموقع الذي تعمّد فيه السيد المسيح على يد يوحنا المعمدان. تمّ هذا الاعتراف استنادًا إلى تلبية الموقع للمعايير الثقافية رقم 3 و6، وجاء ليؤكد مكانة الموقع كوِجهة رئيسية للحجّ المسيحي وكموقع عالمي يعكس التراث الديني المشترك.

الرعاية الهاشمية لموقع المغطس

في عام 2003 قدّم جلالة الملك عبد الله الثاني، حفظه الله ورعاه، 30 دونما للبطريرك السابق ميشيل صباح، وللمطران سليم الصايغ، النائب البطريركي للأردن آنذاك، لبناء كنيسة كاثوليكية في الموقع من أجل استقبال الحجاج. وبعد ست سنوات وبالتحديد في العاشر من أيار لعام 2009 وضع البابا بندكتوس السادس عشر، بحضور صاحب الجلالة والعائلة الهاشمية، حجر الأساس لكنيسة ودير المغطس.

زيارة الباباوات التاريخية  

في عام 2000 زار البابا القديس يوحنا بولس الثاني موقع المغطس، حيث صلّى وبارك الحضور بمياه نهر الأردن. كما زاره البابا بندكتوس السادس عشر عام 2009، والبابا فرنسيس عام 2014. وأقام قداسته رتبة تجديد مواعيد المعمودية ورش المؤمنين بمياه نهر الأردن المباركة.

الكنيسة والدير الجديدان

بدأ بناء الكنيسة والدير في عهد البطريرك السابق فؤاد طوال. يعود الفضل الأكبر في إتمام المشروع إلى فارس القبر المقدس نديم المعشر، الذي قرر بناءهما تكريماً لذكرى وفاة ابنه في حادث سير مفجع وقع قرب المكان. وقد تضافرت جهود العديد من المتبرعين وخاصة الحكومة الهنغارية لتحقيق هذا المشروع.

يتألف الموقع من الكنيسة (المزار)، وديرين للرهبان والراهبات، وحدائق، بالإضافة إلى المدخل ومنطقة لوقوف السيارات، وممر، وتلة الصليب التي تطل على جبال القدس. ستنضم هذه الكنيسة، وهي بمساحة 2200 متر مربع (تتضمن الطابق السفلي والأرضي والجلاجل)، إلى باقي الكنائس التاريخية والهامة في الأرض المقدسة: كنيسة البشارة، وكنيسة المهد، وكنيسة القيامة. وهي واحدة من أكبر كنائس الشرق الأوسط. كما سيشرف رهبان وراهبات الكلمة المتجسد على خدمة المزار والمحافظة عليه واستقبال الحجاج واقامة الصلوات.

استخدم في بناء الكنيسة الحجر (التفوحي) الذي يميل إلى اللون الأصفر وهو من حجارة مدينة الخليل الشهيرة. أما النوافذ الملونة، فقد صُنعت في لبنان على نمط نوافذ كنيسة شارتر (Chartres)  وهي مدينة تقع في شمال فرنسا، وتشتهر بكاتدرائيتها (Cathédrale Notre-Dame de Chartres) التي تُعتبر واحدة من أروع وأهم معالم العمارة القوطية في العالم.

تتسع الكنيسة في بنائها الحالي إلى ما يزيد عن ألف مؤمن. وإليها يتمّ الحج السنوي، الذي يقع عادة في شهر كانون الثاني، تكريماً لذكرى عماد السيد المسيح وبدء بشارته العلنية. في ذلك اليوم يقيم بطريرك القدس للاتين قداسا احتفاليا يتم خلاله تجديد مواعيد المعمودية لآلاف المؤمنين.

في العاشر من كانون الثاني للعام 2025 سيترأس الكاردينال بييترو بارولين، أمين سرّ دولة حاضرة الفاتيكان، والكاردينال بييرباتيستا بيتسابلا، بطريرك القدس للاتين، القداس الإلهي بمناسبة تدشين الكنيسة الجديدة وتكريس هيكلها. وستوضع داخله ذخائر بعض القديسين منهم القديس البابا يوحنا بولس الثاني وشهداء دمشق القديسين وغيرهم. كما أن كنيسة المغطس تعتبر مزار حجٍ في سنة اليوبيل لعام 2025 لنيل الغفرانا

عن " موقع البطريركية اللاتينية"

No comments:

Post a Comment

Post Top Ad

Your Ad Spot