القدس - موقع الفادي
زار وفد منسقية أساقفة الأرض المقدسة رعية أم الأوجاع - عابود، ضمن زيارتهم التضامنية لكنيسة القدس. وقد كان في استقبالهم الأب ريمون حداد، كاهن الرعية مع أبناء الرعية.
التقى وفد المنسقية مع أبناء الرعية حيث استمع إلى تجاربهم واحتياجاتهم، مما أتاح لهم الحصول على صورة واقعية عن حياة المسيحيين في الأرض المقدسة. كما شملت الزيارة جولة إلى مجلس بلدية عابود، للتعرف على طبيعة الحياة القروية، بالإضافة إلى زيارة الكنيسة الأرثوذكسية ومزار القديسة بربارة.
كما شارك الوفد في قداس الأحد الذي ترأسه المطران وليم شوملي، النائب البطريركي العام، الذي أشار إلى الفرح الذي عمّ الرعية باستقبالهم الوفد الكريم والذي جاء خصيصاً للصلاة مع المؤمنين ومشاركتهم آلامهم وأمالهم، مؤكداً أن هذه الزيارة تعكس تضامن الكنيسة الجامعة مع كنيسة الأرض المقدسة. وعبّر سيادته عن سعادته بإعلان وقف إطلاق النار، قائلاً: "بعد فترة طويلة من الصلاة والصوم استجاب الله لدعائنا، ونحن نصلي من أجل أن يحل السلام والعدل في جميع أنحاء بلادنا."
متأملاً في قراءة انجيل عرس قانا الجليل تحدث سيادته عن أهمية الشفاعة ودور العذراء مريم (حواء الجديدة) كأمّ البشرية في مشاركتنا الأوقات الصعبة والمناسبات السعيدة: في حادثة عرس قانا الجليل، يمكننا أن نفهم عمق شفاعة الأم العذراء مريم. فقد تقدمت نحو ابنها وطلبت منه: "ليس عندهم خمر". ولم يغفل ربنا عن نقص الخمر، ولا يحتاج إلى من يذكره باحتياجات الناس أو يحفزه على العناية بهم. لكنه، كان يسعد بلقاء مشاعر الحب الأمومية. لقد طلبت منه مرة واحدة فقط، فكان جوابه: "مالي ولكِ يا امرأة لم تأتِ ساعتي بعد" (يو 2: 4). ورغم ذلك، لم يرفض طلبها، بل أراد أن يبين لنا قوة شفاعتها.
كشف هذا الموقف عن ثقة العذراء مريم بابنها. فهي لم تضغط عليه أو تنتظر منه ردًا فوريًا، بل بثقة كاملة قالت للخدم: "مهما قال لكم فافعلوه"، مما يدل على إيمانها الثابت بأنه سيفعل ما هو لصالح أبنائه. كما وأكد سيادته على أن الله يستجيب دائماً لصلواتنا، ولكن بطريقة خاصة وفي توقيتٍ مناسب مشيراً بذلك إلى قصة المرأة الكنعانية التي أظهرت إيماناً عظيماً بإلحاحها في الصلاة، فقال لها يسوع: "ما أعظم إيمانكِ أيَّتها المرأة، فليكن لكِ ما تريدين".
وفي صباح هذا اليوم الاثنين 20 كانون الثاني 2025 اجتمع الوفد مع غبطة الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، بطريرك القدس للاتين، والمطران أدولفو تيتو يلانا، القاصد الرسولي في القدس، متشاركين الحديث حول آخر مستجدات كنيسة القدس والتحديات التي تواجهها. ومن بعد اللقاء احتفلوا بالقداس الإلهي الذي ترأسه الكاردينال في الصرح البطريركي، مصلين من أجل أن تكون الكنيسة شاهدة حقيقية للمسيح ومصدر أمل للعالم.
في عظته، أعرب غبطته عن امتنانه لحضورالوفد وتضامنهم مع كنيسة القدس، مشيراً إلى أن التعاون المستمر مهم خاصة في ظل التحديات. وقال: "لا تزال كنيستنا بحاجة إلى دعمكم، ونأمل أن يأتي اليوم الذي نجتمع فيه كلنا هنا، لنفرح ونعبد الرب من مختلف أنحاء البلاد." وأكد أن مع يسوع هناك دائماً بداية جديدة، مشيراً إلى أهمية قراءة كلمة الله بنظرة إيمانية، لأنها كلمة حية وعابرة للزمن. وختم قائلاً: "ما يحتاجه شعبنا قبل أي شيء هو يسوع. صلاتي أن نكون (زِقاقٌ جَديدَة) نعيش بنور الإنجيل".
موقع " البطريركية اللاتينية"
No comments:
Post a Comment