آية اليوم

Post Top Ad

Your Ad Spot

Monday, December 9, 2024

في الطريق إلى القدس: تجربة حوار ولقاء

 


القدس - موقع الفادي

منذ آلاف السنين، قطع الحجاج من كل أنحاء العالم مسافات طويلة للوصول إلى القدس. واليوم، بفضل مبادرة يائيل تاراسيوك وجولان رايس، يمكن السفر عبر هذه الطرق القديمة مرة أخرى وإحياء تجربة الحج في الأرض المقدسة.

تقدم جمعية "الطريق إلى القدس" (The Way to Jerusalem) الحج كفرصة غير عادية للتعرف على أماكن الأرض المقدسة وتاريخها، ولكن أيضًا كمناسبة للقاءات والتبادل والحوار الإنساني.

يهدف المشروع إلى إعادة فتح الطرق التاريخية المؤدية إلى القدس، وتعزيز تجربة النمو الشخصي وتعزيز الحوار بين الثقافات المختلفة من خلال لقاء المجتمعات المحلية.

مشروع هو ثمرة الصداقة

لقد كرست جولان رايس، الخبيرة في الحج، سنوات لدراسة الطرق الروحية القديمة والحديثة، واستكملت طريق القديس يعقوب. تتمتع يائيل تاراسيوك بخبرة واسعة في مجال الإدماج الاجتماعي والحوار بين الثقافات. "لقد قررتا توحيد مهاراتهما، حيث تربطهما صداقة طويلة، وتقول يائيل: "لقد تساءلنا، بما أن هناك طرقًا مثل طريق القديس يعقوب أو طريق فرانشيجينا، فلماذا لا ننشئ طريقًا مخصصًا للقدس؟ لقد كانت هذه المدينة ولا تزال وجهة للحجاج والمؤمنين من مختلف الديانات حتى يومنا هذا".

وبالتالي، وبعد استشارة علماء الآثار والدارسين، فقد تتبعتا الطريق الأصلي الذي يؤدي بأمان إلى القدس.

يبلغ طول الطريق حوالي 450 كم ويمتد من الجليل إلى القدس. وهو مقسم إلى أربعة أجزاء، ولكن حتى الآن لا يمكن للحجاج أن يسلكوا سوى الجزء الأخير الذي يمتد من يافا إلى القدس ويسمى "طريق الصمت".

الاستقبال والمشاركة

هناك نقاط راحة واستقبال على طول الطريق في المرافق المحلية، مثل الرعايا أو الأديرة أو المنازل الخاصة. يفتح بعض السكان، الذين يدعمون المشروع، أبواب منازلهم للحجاج، ويقدمون تجربة الضيافة الأصيلة. إن هذا التنوع في الحلول يسمح للحجاج بالانغماس بشكل كامل في حياة المجتمعات المحلية والتواصل مع السكان المحليين.

لقد دعمت حراسة الأرض المقدسة هذا المشروع بشكل نشط، حيث وضعت بعض هيكلياتها في الخدمة. في الرملة، على سبيل المثال، يمكن للحجاج زيارة الرعية الفرنسيسكانية والتعرف على المجتمع المحلي، بينما في عين كارم يمكنهم الحصول على الراحة والمرطبات في الكازانوفا. تمثل هذه الوقفات لحظات لا تقدر بثمن لأنها تتيح التبادل والمشاركة، وهي تثري لذلك تجربة الحج.

طريق الصمت، مسار داخلي

يبدأ "طريق الصمت" من ميناء يافا القديم وينتهي عند مدخل البوابة التي تحمل نفس الاسم في البلدة القديمة في القدس. يبدأ المسار بالمرور عبر المناطق الحضرية للمدينة الساحلية ثم يواصل الصعود إلى التلال المحيطة بالقدس.

يتبع "طريق الصمت" الطرق القديمة التي استخدمها الحجاج اليهود والمسيحيون والمسلمون في القرون الماضية. تعود الآثار الأولى إلى العصر الروماني، عندما كان هناك طريق مرصوف يربط يافا بالقدس.

تؤكد يائيل كيف أن هذا الحج، وخاصة الجزء الأخير منهم، لا يهدف إلى أن يكون مجرد اختبار للمقاومة الجسدية. فعلى هذا الطريق، يمكن للحاج أن يعيش تجربة الصمت وإعادة اكتشاف ذاته.

تقول يائيل: "إن طريق الصمت ليس طريقًا جسديًا فحسب، بل هو أيضًا طريق داخلي. إنه طريق في قلب الحجاج الذين، عندما يقتربون من القدس، يتساءلون عما يبحثون عنه في المدينة المقدسة".

الحج كفرصة للقاء والتبادل

إن الطريق إلى القدس هي تجربة فريدة تجمع بين الروحانية والإنسانية. لقد أنشأت يائيل وجولان، من خلال إشراك المجتمعات المحلية، شبكة ضيافة واستقبال تعزز اللقاء بين أناس منتمين لثقافات ولأديان مختلفة.

وكما تقول يائيل: "على مدى السنوات القليلة الماضية، انتقلنا من مرحلة إلى أخرى، من مجتمع إلى آخر لإخبارهم عن المشروع. قلنا إن الحجاج سيمرون بهذه الأماكن وربما يطلبون الماء وبعض كلمات العزاء. لأن ما يحتاجه الحاج هو أن يتم الاعتراف برحلته وتقديرها".

يعني السير والصمت ومقابلة أشخاص آخرين أن أي شخص يقوم بهذه الرحلة سيعود وقد تغير بشكل عميق. فهو يعود إلى الإيمان مرة أخرى.

"هذا هو معنى الحج بالنسبة لي"، قالت يائيل، "العودة إلى الإيمان بالناس، أو بالحب أو بالله".

عن " حراسة الارض المقدسة"

No comments:

Post a Comment

Post Top Ad

Your Ad Spot