آية اليوم

Post Top Ad

Your Ad Spot

Monday, May 20, 2024

دعاء إلى مريم في حرب غزة

 


عمان - موقع الفادي

كتب الاب منويل بدر

قالوا ما لَكَ لا تعتني بهذي الإمرةِ ألا أكْتُبْ عنها ما طاب

شعراً أو نثرا مدحا أو تسبيحا فَهْيَ تستحِقُّ منك الخطاب

 

يا مريم أنا قدْ قُلتُ الكثيرَ فيكِ وكأنّي بَعْدُ ما قلتُ إلا القليل

كلامي فارِغٌ أمامَ قَوْلِ الملاكِ يا ممتلئةً نعمةً ذا ما له بديل

 

أنتِ تحفةُ الخالِقِ بَيْنَ مخلوقاتِهِ لا أروعَ مِنْكَ ولا أحلى

فلنْ يُساويك خَلْقٌ بل لن يخرُجَ مِن يدِهِ أجملُ ولا أسمى

 

يوحنا بولس الثاني قال فيكِ أنتِ مخزَنُ النِّعمِ والبركات

أنتِ ملجأُ المصابينَ بداءِ الخطيئةِ وإنَّ أعدادَهُمْ بالمئات

 

أجملُ صلاةٍ تَسْمعينَها مِنْ أبنائِكِ صلاةُ السُّبْحَةِ الوردية

تُحْفَةٌ جميلَةٌ نَكتشِفُ فيها أسرارَكِ وأسرارَ ابنِكِ الخفية

 

لكنْ قليلون هُمُ الّذينَ تَتَدحرجُ حباّتُ سُبحَتِكِ بين أناملهم

ويختلونَ للتّأمُّلِ فيها هؤلاءُ هُمْ أوّلُ النّاقدينَ لَكِ بأقوالهم

 

كلُّنا نحتاجُ ونناديكِ وننادي ابنَكِ للحصولِ على السلام

فبدونِ هذي الصلاةِ لَنْ يَدخُلَ سلامٌ إذ هو كلامٌ في كلام

 

رسالةُ الملاكِ كانَتْ آخِرَ ما نطقَ بهِ الله لأعلى ما خلق

نعم رَفَعَكِ فوقَ نساءِ العالمينَ أنتِ ممتلئةٌ نعمةً صدق

 

أنت أم الله لا فقط أمُّ البشرِ مِنْ أينَ لي أنْ تأتي أمُّ ربي

ذكَرَكِ الإنجيل مراراً وميّزَكِ باللّقب أمُّ يسوع فلك حبي

 

ابنُكِ صنعَ العجائبَ فصارَ قريباً مِنَ البشرِ لكنْ لا ننسى

أنّ أوّلَ أعجوبةٍ جَرَتْ على يدِكِ فأنتِ قديرةٌ ولنا الملجا

 

في حياتِه رافَقْتيهِ إنْ لم يَكُنْ بالجسمِ فبالرّوحِ والصلاة

تألّمتِ لألَمِهِ تحتَ الصّليبِ جازَ سيفُ الحُزنِ قِمَّةُ الحياة

 

بينَ صُفوفِ المُختارينَ ومحافِلِ الملائكةِ أنتِ بهاؤهم

وبين صفوفِ البشرِ أنتِ أمُّهُمْ وشفيعتُهُمْ بل رجاؤهم

 

حوّاءُ أخطأتِ الاختيارَ فصارتْ ألعوبةً بِيَدِ الشياطين

أمّا أنتِ فقد أصَبْتِ الاختيارَ فصرتِ القدوةَ للمؤمنين

 

فيا مؤمنُ إن طلَبْتَ شفاعَةَ الأمِّ البتولِ في ساعةِ ثقيلة

ألا اعلَمْ أمَلُكَ لن يخيبَ ستشعرُ بأمانٍ مِنَ الأمِّ الجليلة

 

وجهها الحنونُ سينحني عليكَ فتَشْعُرَ بالعزاءِ الغريب

وكما تَحْضُنُ الأمُّ طفلَها المتألِّمَ ستَحْضُنْكَ كابنٍ حبيب

 

مَنْ أعْتَمَتِ الدُّنيا بوجهِهِ فلينظُرْ إلى أمِّ النّورِ السماوي

يرى قُبُسا مِن نورِها يُشعُّ لِعَيْنيهِ فَهْو مِنَ النّورِ الإلهي

 

قال الإسلامُ صفاتُ الله الحُسنى بلغَتْ إلى تسعةٍ وتسعين

أمُّ الله لها اسمٌ واحِدٌ هُوَ مريمُ أمّا صفاتُها فَهْي بالملايين

 

الوصايا العَشْرَةُ اختصرها لنا بولس بكِلْمَةٍ هِيَ محبَّةُ الله

فلا أدري مَنْ عاشَ مِثْلُكِ هذي الوصيَّةَ رابطا بها الصلاة

 

أنتِ مِثالٌ حيٌّ لِمَنْ يتردَّدُ بِقُبولِ عرضِ الله عليه للعمل

أَما كُنْتِ أنتِ أيضاً مُتَرَدِّدةً حتّى شَرْحُ الملاكِ لكِ اكتمل

 

أراكِ اليومَ يا أمّي مِنْ ابنِكِ تطلبينَ الفَرَجَ عِنْدَ الحرج

فما رُفِضَ لكِ طلبٌ ألا ذَكِّريهِ أنْ يَهْدُمَ للسّلامِ كُلَّ درج

 

يا مريمُ ألا يَهُمُّكِ ما يَحْدُثُ في غزَّةَ مِنْ ظُلْمٍ وقَتْلٍ وتهجير

ألا اشفقي على حُزْنِ أمٍّ ما حَضَنَتْ ساعَةً مولودَها الصغير

 

حربٌ ظالِمَةٌ حلَّتْ بغزّةَ مات فيها وجُرِحَ آلافُ الآلافِ عُسرا

فمتى تنتهي فترةُ الظُّلْمِ وتدميرُ البيوتِ على رؤوسِ الأسرى

 

أطفالُها وشبابُها والعُجَّزُ أصبحوا نتيجةَ الجوعِ جِلداً على عظم

لمَواكِبِ المُتألِّمينَ تَهَدَّمَتِ المستشفياتُ فلا علاجُ لتخفيف الألم

 

يا هيئةَ الأممِ أَلَمْ تَتَأسَّسي لِمَنْعِ نُشوبِ الحروبِ فَلِمَ أنتِ صامتة

لماذا غَلَبَتْ عليكِ مصالِحُ الكبير وأَدَرْتِ العَيْنَ عَنِ الحقِّ شامتة

 

فيا مريمُ ما بقى لنا مِنْ مُعينٍ سميعٍ نُناديهِ أو نستعينُ بـه سواكِ

ألا اسْمعي لصُراخِ اليائسينَ مِنْ صِغارٍ وكِبارٍ فينجوا مِنَ الهلاكِ

 

فأنا واثقٌ أنّكِ لَنْ تذوقي طَعْمَ الرّاحةِ والهُدوءِ الاّ بَعْدَ نِهايةِ العالم

لأنَّهُ ما دام على الأرضِ إنسانٌ يتألَّمُ فابنُكِ مَعْكِ كُلَّ آلامِهِمْ يتقاسم

 

No comments:

Post a Comment

Post Top Ad

Your Ad Spot