آية اليوم

Post Top Ad

Your Ad Spot

Monday, October 19, 2020

البابا فرنسيس: كل فرد مدعوٌّ، بقوّة المعمودية ليكون حضورًا حيًا في المجتمع



 ألقى قداسته كلمة أمام المؤمنين والحجاج المحتشدين في ساحة القديس بطرس، قال فيها: يُظهر لنا إنجيل هذا الأحد (متى 22: 15-21) يسوع يناضل مع رياء أعدائه. فهم يثنون عليه كثيرًا ثم يطرحون عليه سؤالاً ماكرًا ليضعوه في مأزق ويشوهون مصداقيته أمام الشعب، ويسألوه: "أَيحِلُّ دَفعُ الجِزيَةِ إِلى قَيصَر أَم لا؟". في ذلك الزمان، كانت سيطرة الإمبراطورية الرومانية في فلسطين غير مُحتملة، لأسباب دينية أيضًا. وبالنسبة للسكان، كانت عبادة الإمبراطور، التي سلّطت عليها الضوء أيضًا صورته على العملات، إهانة لإله إسرائيل. لقد كان محاورو يسوع مقتنعين بأنه لا يوجد بديل لسؤالهم: إما "نعم" أو "لا". ولكنه إذ كان يعرف حقدهم حرّر نفسه من الفخ. وطلب منهم أن يروه نقد الجزية، فأخذه بين يديه وسألهم لِمَن هي الصُّورَةُ المطبوعة عليه. فأجابه هؤلاء بأنها لقيصر، أي الإمبراطور. فأجابهم عندها يسوع: "أَدُّوا إِذًا لِقَيصَرَ ما لِقَيصر، وللهِ ما لله".

 

أضاف: بهذا الجواب يضع يسوع نفسه فوق الجدل. فيعترف من جهة، أنه يجب دفع الجزية لقيصر، لأن الصورة الموجودة على العملة هي له؛ ولكنّه يذكّر بشكل خاص أنَّ كل شخص يحمل في داخله صورة أخرى، صورة الله، وبالتالي فهو له، وله وحده، يدين كل شخص بوجوده. في حكم يسوع هذا، لا نجد معيار التمييز بين المجالين السياسي والديني وحسب، بل تظهر أيضًا إرشادات واضحة لرسالة مؤمني جميع الأزمنة، ولنا نحن اليوم أيضًا. إنَّ دفع الضرائب هو واجب على المواطنين، وكذلك الالتزام بقوانين الدولة العادلة. وفي الوقت عينه، من الأهمية بمكان أن نؤكّد على أولوية الله في حياة الإنسان وفي التاريخ، ونحترم حق الله فيما يخصه.

 

تابع: من هنا تأتي رسالة الكنيسة والمسيحيين: التحدث عن الله والشهادة له لرجال ونساء زمنهم. كل فرد مدعوٌّ، بقوّة المعمودية، ليكون حضورًا حيًا في المجتمع، ويحييه بالإنجيل وبالعصارة الحيويّة للروح القدس. إنها مسألة الالتزام بتواضع وشجاعة في الوقت عينه، حاملين إسهامنا في بناء حضارة الحب، حيث يسود العدل والأخوَّة. وختم بالقول: لتساعد العذراء مريم الكليّة القداسة الجميع لكي يهربوا من جميع أشكال الرياء ويكونوا مواطنين صادقين وبناءين. ولتعضدنا نحن تلاميذ المسيح في رسالة الشهادة أن الله هو محور الحياة ومعناها.

عن الفاتيكان نيوز وموقع ابونا

No comments:

Post a Comment

Post Top Ad

Your Ad Spot