أصدر السيد أسامة كرم امسيح، من فرسان القبر المقدس، كتابه الروحي السابع.
والكتاب الجديد الذي اقتبس من الآية الإنجيلية: "وأنتم من تقولون إني أنا؟" (متى 16: 15)، عنوانًا له، هو سلسلة من التأملات والخبرات الروحيّة، التي تقع ضمن 29 فصلاً، كل منها يتطرّق إلى موضوع مستقل، ومجموع فقراته 365 فقرة، على عدد أيام السنة. بالتالي، ينصح بأن يُقرأ الكتاب لا كقصة أو رواية، إنما ككتاب تأمل يتغذى منه القارىء يومًا بعد يومًا.
ويهدي امسيح كتابه الجديد إلى روح أبيه، المرحوم كرم امسيح، الذي علّمه "التسامح والغفران فجنبه الألم. وأوصاه بالكنيسة وأن العائلة لا تنقسم. وعلّمه أنّ التجارة مع الرب هي حكمة الحكم. وأن عبادة المال لا تفيد، مثلها مثل عبادة الصنم. وأن الذي يسير على وصايا الرّب لا يذوق الندم".
"أفضل من الذهب والفضة"
وقال النائب البطريركي للاتين في الأردن المطران وليم شوملي، في مقدّمة الكتاب: "من له ربما من أن مؤلف الكتاب ليس معلم لاهوت، أو عالمًا من علماء الكتاب المقدس الذين تعلموا في إحدى جامعات روما أو أثينا، ولا خريج كلية فلسفة، ولا طبيبًا لعلاج الأمراض النفسية والعصبية، ولا واعظًا على المنابر، رغم أنه ملمّ بحقائق اللاهوت، ويعرف الكتاب المقدس معرفة عميقة، ولديه من الحكمة ومعرفة النفس البشريّة ما يجعله قادرًا على الإقناع والموعظة الحسنة".
ويضيف: "مؤلف الكتاب هو الصديق أسامة كرم امسيح، رجل الأعمال المعروف ونقيب أصحاب محلات الصاغة والمجوهرات. لقد واصل التعلم على نفسه، وجمع بين المعرفة والخبرة الإنسانيّة اللتين تفاعلتا في الصلاة والتأمل، فاكتسب حكمة عميقة أراد أن يشركنا بها. ما يكتبه ويقوله هو أثمن من الذهب والفضة، لاسيما عندما يقتبس من آيات الكتاب المقدس. وفي ثنايا كتابه اقتباس جميل من سفر الأمثال كان جدير أن يكون عنوان الكتاب نفسه: ’الصيت أفضل من الغنى العظيم، والنعمة الصالحة أفضل من الذهب والفضة‘ (أمثال 22: 1)".
ويتابع سيادته: "تصفحّت الكتاب فوجدته غنيًا بالمواضيع الوجوديّة التي تهمّ الإنسان في كل زمان ومكان. ومنها المال، الحرية، التواصل والتناحر الاجتماعي، الصلاة وشروط الاستجابة، العناية الربانيّة، الإيمان، الرحمة والعدل، المغفرة، الحسد والتجارب... ويتطرّق لمواضيع لاهوتيّة مثل الثالوث والتجسّد والأزمنة الليتورجيّة والموت والقيامة وملكوت السماوات...".
وخلص المطران شوملي في مقدمته مشيرًا إلى أنّ الإصدار الجديد هو "من بين الكتب الكثيرة التي ألفها الكاتب، خلال السنوات القليلة الماضية، ويحمل الكتاب رقم سبعة. وهذا الرقم هو رمز الكمال، وأظنّه –يتابع سيادته- أغنى كتب المؤلف فكرًا وروحانيّة. نشكر الأخ أسامة لأنه أشركنا في غناه الروحي، وحكمته الإنسانيّة التي اكتسبها مع الأيام بإلهام الروح القدس".
"وأنتم، من تقولون إني أنا؟"
من جهته، قال المؤلف في مقدّمة كتابه: "وأنتم من تقولون إني أنا؟" (متى 16: 15). سؤال سأله الرب يسوع لتلاميذه، وعلى إجابة هذا السؤال تقرر مصيرهم الأرضي ومصير حياتهم الأبديّة. حيث أجابه بطرس: "أنت المسيح ابن الله الحي" وبناءً عليه (وبالرغم من إنكار بطرس له، وبالرغم من هرب التلاميذ جميعهم في بستان جتسماني) دفعوا حياتهم ثمنًا لجوابهم على هذا السؤالل وإيمانهم بهذا الجواب".
ويضيف: "كذلك أنت أيها القارىء، فإن إجابتك على هذا السؤال ستحدد مصيرك وأبديتك، فإذا آمنت أن المسيح يسوع هو ابن الله الحي، وهو الله المتجسد، ستحظى بالحياة الأبديّة، وتنال غفران خطاياك بالتوبة وتخلص من الدينونة. وإيمانك هذا سيغيّر إنسانك القديم الخاطىء إلى إنسان مُحب لله والقريب، ومجاهد ضد الخطيئة والشهوات، ومحارب مجتهد لعمل الخير ومساعدة الضعفاء والفقراء. وبإيمانك وأعمالك ستنتقل من الموت (البعد عن الله، وهو الموت الروحي)، إلى الحياة (الحياة الأبدية التي تبدأ على الأرض بالاتحاد مع الله)".
وخلص السيد أسامة امسيح في مقدمة كتابه الجديد إلى القول: "أما إذا اخترت فلسفة اللادين واللامبالاة بخلاصك ستلاقي ذات اللامبالاة يوم الدينونة، وتكون قد اخترت بنفسك أين ستمضي أبديتك. والمفتاح هو، الجواب الصحيح على سؤال يسوع لك: وأنت من تقول إني أنا"، شاكرًا في الختام الشماس هايل علامات والأستاذ يوسف مسنات على تعديلهم وتدقيقهم للكتاب لغويًا وروحيًا.
عن ابونا
No comments:
Post a Comment